ربما سبق وسمعتم بمصطلح"Barrier-free" أو "بدون عوائق" وهو مبدأ يُعنى بتوفير بيئةٍ مناسبةٍ للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن تمكنهم من ممارسة حياتهم اليومية وتسهل عليهم تحركهم وقضاء حوائجهم المعيشية دون اعتمادٍ كبير على من حولهم. من الأمثلة على هذا المبدأ تأمين مواقف خاصة للمعاقين، إضافة ممرات مائلة إلى جانب الأدراج لتسهيل تنقلهم، تصميم جزء من المرافق العامة ليتناسب وقدراتهم واحتياجاتهم، الحافلات المخصصة لتخفض أبوابها أوتوماتكياً، الصوت الخاص الذي يصدر عندما تكون إشارة المشاة خضراء، الممرات الصفراء الخاصة بذوي الإعاقة البصرية وغيرها الكثير.
تعتبر الدول الغربية واليابان من الرواد بهذا المجال حيث يأخذون ذلك المبدأ بعين الاعتبار عند إنشاء أي منشأة جديدة أو عند تحسين المنشآت الموجودة مسبقاً. حتى أنه يوجد فرع علمي يدرس بالجامعات يسمى "Universal Design" أو "التصميم الشامل" وهناك العديد من المؤسسات الدولية التي تبحث في إيجاد حلول شاملة تساعد الجميع وتكون مناسبة للجميع وليس فقط ذوي الإعاقة.
في السنوات الأخيرة بدأت الأردن بالتنبه لهذه الأمور عند إنشاء المباني الجديدة حيث يقومون بتبني عدد من التصاميم الشاملة وأخذ "بعض" التسهيلات الخاصة بالمعاقين بعين الاعتبار. عند ذهابي إلى اليابان قبل عامين لاحظت الكثير من التسهيلات وكأم لمستُ العديد من الأمور التي تساعد الأمهات ومربي الأطفال كثيراً وكم كنت قد تمنيت وجود هذه الأمور مذ بدأت خوض تجربة الأمومة مع طفلي الأول.
من لحظة وصولنا مطار ناريتا وعند الوقوف لختم جوازات السفر تم تقديمنا للدور الأول لوجود طفلٍ معنا حيث أنهينا إجراءات المطار بسرعة غير مسبوقة!
وجود غرفة خاصة للرضاعة والاعتناء بالأطفال في حديقة أوينو في طوكيو، ووجود خيارات عديدة في الحمامات العامة في الحديقة تختلف تصاميمها حسب عمر الطفل. حيث يوجد حمام يتوفر فيه مكان للتغيير للأطفال الرضع، وحمام يوجد فيه حاملة لوضع الطفل حتى يتمكن ولي أمر الطفل من قضاء حاجته، ووجود حمام صغير مناسب للأطفال الدارجين مع وجود كرسي داخل الحمام لجلوس الأم أوالأب المرافقين للطفل. كم أعجبتني تلك التسهيلات التي تعتني بالتفاصيل الصغيرة وخاصةً في الحدائق لأن معظم من يرتادها هم الأطفال وأولياء أمورهم. وكم شعرت بالأسف عندما تذكرت أن العديد من الحدائق في عمان لا يوجد فيها حمام أصلاً!
في مبنى البلدية، عند مكتب تقديم المعاملات يوجد أيضاً حاملة للأطفال حيث يمكن للأم أن تضع طفلها فيه بينما تملأ الاستمارة وهناك سرير صغير أيضاً للأطفال الأصغر سناً.
هذه بعض الأمثلة التي لاحظتها دفعتني للتفكير بمبدأ جديد يمكن إضافته تحت بند "التصميم الشامل" ألا وهو "أمومة بدون عوائق"
أو "Maternity Barrier-free". نسبة الأمهات في المجتمع تفوق بكثير نسبة ذوي الإعاقة ومن الأولوية بما كان أخذ ما يسهل عملها بعين الاعتبار. الكثير من الجمعيات والمنظمات تنادي بحرية المرأة ومشاركتها بالمجتمع وتعارض فكرة أن مكان المرأة هو بيتها فقط ولكن أليس الأولى توفير ما تحتاجه خارج المنزل وخاصة في الأماكن التي ترتادها حتى لا تفكر ألف مرة قبل خروجها من المنزل؟
مع العلم أن هذا سيؤثر إيجاباً أيضاً على تربية الطفل حيث يمكنه اكتشاف اماكن أكثر وهو في سن صغيرة بدل أن يكون حبيس المنزل طوال الوقت خوفاً من الصعوبات التي ستواجه والدته عند خروجهما معاً.
ربما لا تجد هذه التسهيلات في كل مكانٍ في اليابان ولكن على الأقل هناك توجه بإبداء بعض الاهتمام بالأمومة وتربية الأطفال.
كم جميل أن يكون هناك دراسات تبحث في كيفية تحسين حياة الأم على مختلف المستويات و بأدق التفاصيل وأن يتم تنفيذ هذه الدراسات على أرض الواقع. قد يعتبر البعض ان تلك الأمور رفاهية زائدة وهناك ما هو أحوج ولكن حياة الأم تنعكس بالدرجة الأولى على حياة الطفل والطفل هو الإنسان وهو المادة الخام للمجتمع.
في مبنى البلدية، عند مكتب تقديم المعاملات يوجد أيضاً حاملة للأطفال حيث يمكن للأم أن تضع طفلها فيه بينما تملأ الاستمارة وهناك سرير صغير أيضاً للأطفال الأصغر سناً.
هذه بعض الأمثلة التي لاحظتها دفعتني للتفكير بمبدأ جديد يمكن إضافته تحت بند "التصميم الشامل" ألا وهو "أمومة بدون عوائق"
أو "Maternity Barrier-free". نسبة الأمهات في المجتمع تفوق بكثير نسبة ذوي الإعاقة ومن الأولوية بما كان أخذ ما يسهل عملها بعين الاعتبار. الكثير من الجمعيات والمنظمات تنادي بحرية المرأة ومشاركتها بالمجتمع وتعارض فكرة أن مكان المرأة هو بيتها فقط ولكن أليس الأولى توفير ما تحتاجه خارج المنزل وخاصة في الأماكن التي ترتادها حتى لا تفكر ألف مرة قبل خروجها من المنزل؟
مع العلم أن هذا سيؤثر إيجاباً أيضاً على تربية الطفل حيث يمكنه اكتشاف اماكن أكثر وهو في سن صغيرة بدل أن يكون حبيس المنزل طوال الوقت خوفاً من الصعوبات التي ستواجه والدته عند خروجهما معاً.
ربما لا تجد هذه التسهيلات في كل مكانٍ في اليابان ولكن على الأقل هناك توجه بإبداء بعض الاهتمام بالأمومة وتربية الأطفال.