Saturday, April 2, 2016

Maternity Barrier-free


ربما سبق وسمعتم بمصطلح"Barrier-free" أو  "بدون عوائق" وهو مبدأ يُعنى بتوفير بيئةٍ مناسبةٍ للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن تمكنهم من ممارسة حياتهم اليومية وتسهل عليهم تحركهم وقضاء حوائجهم المعيشية دون اعتمادٍ كبير على من حولهم. من الأمثلة على هذا المبدأ تأمين مواقف خاصة للمعاقين، إضافة ممرات مائلة إلى جانب الأدراج لتسهيل تنقلهم، تصميم جزء من المرافق العامة ليتناسب وقدراتهم واحتياجاتهم، الحافلات المخصصة لتخفض أبوابها أوتوماتكياً، الصوت الخاص الذي يصدر عندما تكون إشارة المشاة خضراء، الممرات الصفراء الخاصة  بذوي الإعاقة البصرية وغيرها الكثير. 

تعتبر الدول الغربية واليابان من الرواد بهذا المجال حيث يأخذون ذلك المبدأ بعين الاعتبار عند إنشاء أي منشأة جديدة أو عند تحسين المنشآت الموجودة مسبقاً. حتى أنه يوجد فرع علمي يدرس بالجامعات يسمى "Universal Design" أو "التصميم الشامل" وهناك العديد من المؤسسات الدولية التي تبحث في إيجاد حلول شاملة تساعد الجميع وتكون مناسبة للجميع وليس فقط ذوي الإعاقة.

في السنوات الأخيرة بدأت الأردن بالتنبه لهذه الأمور عند إنشاء المباني الجديدة حيث يقومون بتبني عدد من التصاميم الشاملة وأخذ "بعض" التسهيلات الخاصة بالمعاقين بعين الاعتبار. عند ذهابي إلى اليابان قبل عامين لاحظت الكثير من التسهيلات وكأم لمستُ العديد من الأمور التي تساعد الأمهات ومربي الأطفال كثيراً وكم كنت قد تمنيت وجود هذه الأمور مذ بدأت خوض تجربة الأمومة مع طفلي الأول.

من لحظة وصولنا مطار ناريتا وعند الوقوف لختم جوازات السفر تم تقديمنا للدور الأول لوجود طفلٍ معنا حيث أنهينا إجراءات المطار بسرعة غير مسبوقة! 

وجود غرفة خاصة للرضاعة والاعتناء بالأطفال في حديقة أوينو في طوكيو، ووجود خيارات عديدة في الحمامات العامة في الحديقة تختلف تصاميمها حسب عمر الطفل. حيث يوجد حمام يتوفر فيه مكان للتغيير للأطفال الرضع، وحمام يوجد فيه حاملة لوضع الطفل حتى يتمكن ولي أمر الطفل من قضاء حاجته، ووجود حمام صغير مناسب للأطفال الدارجين مع وجود كرسي داخل الحمام لجلوس الأم أوالأب المرافقين للطفل. كم أعجبتني تلك التسهيلات التي تعتني بالتفاصيل الصغيرة وخاصةً في الحدائق لأن معظم من يرتادها هم الأطفال وأولياء أمورهم. وكم شعرت بالأسف عندما تذكرت أن العديد من الحدائق في عمان لا يوجد فيها حمام أصلاً!

في مبنى البلدية، عند مكتب تقديم المعاملات يوجد أيضاً حاملة للأطفال حيث يمكن للأم أن تضع طفلها فيه بينما تملأ الاستمارة وهناك سرير صغير أيضاً للأطفال الأصغر سناً.

هذه بعض الأمثلة التي لاحظتها دفعتني للتفكير بمبدأ جديد يمكن إضافته تحت بند "التصميم الشامل" ألا وهو "أمومة بدون عوائق"
أو "Maternity Barrier-free". نسبة الأمهات في المجتمع تفوق بكثير نسبة ذوي الإعاقة ومن الأولوية بما كان أخذ ما يسهل عملها بعين الاعتبار. الكثير من الجمعيات والمنظمات تنادي بحرية المرأة ومشاركتها بالمجتمع وتعارض فكرة أن مكان المرأة هو بيتها فقط ولكن أليس الأولى توفير ما تحتاجه خارج المنزل وخاصة في الأماكن التي ترتادها حتى لا تفكر ألف مرة قبل خروجها من المنزل؟
مع العلم أن هذا سيؤثر إيجاباً أيضاً على تربية الطفل حيث يمكنه اكتشاف اماكن أكثر وهو في سن صغيرة بدل أن يكون حبيس المنزل طوال الوقت خوفاً من الصعوبات التي ستواجه والدته عند خروجهما معاً.



ربما لا تجد هذه التسهيلات في كل مكانٍ في اليابان ولكن على الأقل هناك توجه بإبداء بعض الاهتمام بالأمومة وتربية الأطفال.

كم جميل أن يكون هناك دراسات تبحث في كيفية تحسين حياة الأم على مختلف المستويات و بأدق التفاصيل وأن يتم تنفيذ هذه الدراسات على أرض الواقع. قد يعتبر البعض ان تلك الأمور رفاهية زائدة وهناك ما هو أحوج ولكن حياة الأم تنعكس بالدرجة الأولى على حياة الطفل والطفل هو الإنسان وهو المادة الخام للمجتمع.




Monday, March 9, 2015

رحلتي إلى اليابان، خريف 2014 (الجزء الثالث)


كان اليوم الثالث من برنامج ASP حافلاً، حيث بدأناه بمحاضرةٍ للغة اليابانية قدمتها لنا المعلمة موراسي سينسي. وكم كانت محاضرةً ممتعة وتفاعلية. كما ذكرت مسبقاً فإنه من خلال برنامج أهلاً وسهلاً يتوجب على المشاركين كتابة تقارير باللغة اليابانية و لكتابة التقرير يتوجب أن نقوم بمقابلات و أن نلتقي بأشخاص من ذوي الاختصاص لجمع المعلومات اللازمة لكتابة التقرير. لذلك تعلمنا من خلال محاضرة اللغة اليابانية كيفية طلب موعد من شخص ما بطريقة مؤدبة و رسمية وكذلك ما يتوجب قوله عند اللقاء الأول و كيفية طرح الأسئلة بطريقة لطيفة لا تسبب الإزعاج للشخص المقابل. الذين درسوا اللغة اليابانية يعلمون كيف أن اليابانيين حذرون جداً في انتقاء ألفاظهم و حريصون على عدم التفوه بكلمةٍ قد تسبب إحراجاً أو إيذاءً للشخص المخاطب. مراعاة شعور الآخرين في الحديث و التعامل معهم بلطفٍ وكياسة من أهم الصفات التي تميز الشخصية اليابانية وهذا الأمر غير خافٍ على من سبق وتعامل مع اليابانيين. 

بعد محاضرة اللغة اليابانية كان هناك محاضرة نقاشية حول الموضوع الذي سيختاره كل طالب والذي سيتم كتابة التقرير حوله. كما ذكرت في التدوينة السابقة فقد كنت نويت أن أكتب عن التعاون والعمل الجماعي بين الطلاب في المدارس اليابانية ولكن من خلال نقاشاتي مع طالبات مجموعتي ومن خلال توجيهات الدكتور أوكودا فإنني قمت بتعديل الموضوع بحيث يكون شاملاً وموضوعياً وليس فقط مجرد نسخ للأسلوب الياباني ونقله للبلاد العربية، فمن خلال مناقشاتنا تبين أن التعاون في المدارس اليابانية هو نتاج للنظام المدرسي ووجوده في النظام المدرسي وفي العمل لايعني وجود التعاون على مستوى المجتمع؛ حيث أن صور التكافل الاجتماعي والتعاون الأسري بين الأرحام نادرةٌ جداً في المجتمع الياباني. لقد بين لنا الدكتور أوكودا ان الهدف من التقرير الذي سنكتب عنه لا يجب أن يكون نقل وتقليد فقط إنما يجب أن يتناول المشاكل و الميزات الموجودة في المجتمعين العربي و الياباني للوقوف عليها و تبادل الخبرات بين المجتمعين للنهوض بهما معاً. فبعد النقاش مع الطالبات اليابانيات تبين لي أن المجتمع الياباني أيضاً لا يخلو من وجود العديد من الثغرات و التحديات التي تهدده اقتصادياً و اجتماعياً وثقافياً. 

كان النقاش مثمراً جداً وممتعاً وتوضحت لي أمور كثيرة كنت أجهلها عن المجتمع الياباني و الأسرة اليابانية و أسلوب العيش وجعلني ذلك أفكرمرةً أخرى بأسلوب حياتي وأن أراجع طريقة تفكيري أيضاً. بعد النقاش تناولنا طعام الغداء و قد كان عبارة عن معكرونة مع السمك اللذيذ من مطعم subway الموجود في الجامعة. 

بعد طعام الغداء انطلقنا في رحلةٍ للمدرسة الثانوية الزراعية ولم تكن بعيدةً عن الجامعة. نعم إنها مدرسة ثانوية وزراعية في نفس الوقت! بل هي مدرسة ثانوية مع مزارع و مشاتل وبيوت بلاستيكية وحظائر للأبقار والأغنام و الخنازير و دواجن للدجاج والبط حيث يقوم الطلاب بالزراعة و الحصاد والاعتناء بالحيوانات إلى جانب الدراسة الثانوية المعتادة. وكم أعجبني هذا! وأرجو أن تأخذوا بعين الاعتبار أن الطلاب في هذه المدرسة لن يصبحوا بالضرورة مزارعين عندما يكبروا، بل يستطيعون دراسة التخصص الذي يريدون بالجامعة ولكن تصوروا الخبرة التي اكتسبوها من المدرسة و الأوقات المفيدة التي قضوها والعمل المثمر الذي قاموا بادائه بدل مشاهدة التلفاز طوال اليوم أو التسكع مع الأصدقاء بلا اهتمام بالوقت الضائع. لا أعلم عن وجود مدارس زراعية في البلاد العربية، ولكن وإن وجد فلا أتوقع أن تكون بهذه المساحة الكبيرة و التنظيم الذي كانت عليه هذه المدرسة. 



سعد ابني كثيراً برؤية الحيوانات وتجولنا في أرجاء المدرسة و تعرفنا على بعض الطلاب في المدرسة و تحاورنا معهم و قمنا بمشاهدة كيفية صنع حلوى "الموتشي" وهي مصنوعة من الأرز وشاركنا أنا وزوجي و ابني بصنعها أيضاً ومن ثم تناولنا جميعاً بعضاً منها. وقد كانت حلوى الموتشي تحتاج للكثير من المضغ وإلا قد تسبب الاختناق. بعد ذلك توجهنا للصالة الرياضية الموجودة في المدرسة حيث قام الطلاب يتحضير حفل لنا قاموا خلاله بقرع الطبول اليابانية بتناسق وانسجام وكان صوتها رهيبٌ جداً. ثم علمونا كيفية القرع على الطبول فقمنا بتجريب ذلك بانفسنا وأحبها ابني أيضاً حيث أنه يهوى إصدار الأصوات الصاخبة. بعد ذلك قدموا لنا بعض الهدايا وشكرناهم عليها وغادرنا المدرسة مساءً متوجهين لمطعم شينانويا الياباني لتناول طعام العشاء. 


كان مطعم شينانويا على النظام الياباني حيث يقدمون الشاي الأخضر والطعام الياباني ونجلس على أرضية التاتامي حول طاولات منخفضة كما في البيوت التقليدية. تناولت طبق "التندون" في ذلك اليوم و هو عبارة عن تمبورا (جمبري مقلي) فوق الأرز وأعجبني كثيراً. لم أكن أحب الجمبري كثيراً ولكن طعمه في اليابان مختلف، لقد كان لذيذاً جداً! كانت تلك المرة الأولى التي نزور فيها هذا المطعم ولم تكن الأخيرة؛ حيث تناولنا فيه طعام العشاء عدة مرات وجربنا أطباقاً مختلفة ولكن افضلها بالنسبة لي كان طبق "التيندون" الشهي.


يتبع ...

Saturday, February 14, 2015

رحلتي إلى اليابان، خريف 2014 (الجزء الثاني)



لقد كانت بداية فصل الخريف في اليابان فكان توقيتاً رائعاً لي للاستمتاع بمشاهدة أوراق الخريف المفضلة لدي. استيقظنا في صباح اليوم التالي وكان الطلاب اليابانيين بانتظارنا عند دار الضيافة حيث أتوا لاصطحابنا إلى القاعة حيث سيكون هنالك محاضرة إرشادية بالبرنامج وتعريف بالمجموعات التي سترافق كل طالب عربي. أعجبني النظام المتبع و تقسيم العمل الجماعي على الطلاب. حيث كان هنالك سبعة طلاب يابانيين مرافقين لكل طالب عربي ويشكلون مجموعة باسم ذلك الطالب. مثلاً مجموعتي "مجموعة حسناء" كانت تضم كوماكي سان، تشيزو سان، هيسانو سان، سوجيموتو سان، سايتو سان، ميجومي سان و إيتو سان. وفي الوقت نفسه كان هنالك مجموعات أخرى تنتمي إليها كل طالبة حسب المهام المنوطة بها:
- مجموعة اللغة اليابانية: وأفرادها لديهم معرفة جيدة بقواعد اللغة اليابانية وهم مسؤولون عن الأمور المتعلقة باللغة كمحاضرة اللغة اليابانية أو كتصحيح الأخطاء اللغوية ومتابعة أمور التقرير. 
- مجموعة المعيشة: وأفرادها مسؤولون عن الأمور المعيشية للطلاب العرب كتوفير وجبات طعام و توفير مستلزمات دار الضيافة وغيرها.
- مجموعة الرحلات: وهم مسؤولون عن الرحلات وكل ما يتعلق بها من مواصلات و نشاطات.
- مجموعة التصوير: أفرادها مسؤولون عن التقاط الصور و تصوير مقاطع الفيديو.
- مجموعة اللغة العربية: وهم مسؤولون عن محاضرات اللغة العربية التي سيقوم الطلاب العرب بإلقائها.
- مجموعة الهدايا: وهم مسؤولون عن شراء الهدايا وتجهيزها للطلاب العرب.

فكل فرد في فريق الطالب العربي ينتمي لإحدى هذه المجموعات وذلك لتوفير كل ما يحتاجه الطالب العربي. طبعاً كل طالب ياباني لديه محاضراته في الجامعة و عمله الجزئي ولكنهم قاموا بتنظيم أوقاتهم وجدولتها بحيث يكون في كل الأوقات طالب واحد على الأقل أو أكثر متواجد مع الطالب العربي. وأعتقد أن هذا النظام يعبرعن حسن الضيافة وحسن التخطيط والتنظيم.

إن حسن التنظيم و التخطيط وتوزيع المهام هي من أهم أساسيات العمل الجماعي التي للأسف مفقودة إلى حد ما  في عالمنا سواء على مستوى العائلة أو المدرسة أو الجامعة أو العمل. ترى الفرد العربي لديه قدر كبير من المعرفة و يتمتع بمهارات عديدة وبإمكانه إنجاز الأعمال الفردية بإتقان ولكن عندما يعمل على مستوى مجموعة ترى تأخراً في العمل و عدم إتقان ووجود العديد من الثغرات. وأعتقد أن أسباب ذلك تبدأ من البيت والمدرسة حيث أن الفرد العربي غير معتاد على العمل في مجموعات ولا يوجد نظام مدرسي أو تربوي يشجع العمل الجماعي و يعوّد الطلاب على تنظيم أنفسهم بأنفسهم.

أسلوب التعليم والتربية في روضات و مدارس اليابان يتميز بوجود العديد من النشاطات التي تجعل الطلاب على تواصل حيث لكل طالب مهمة معينة موكلة إليه يقوم بها بالتعاون مع زملائه لتحقيق هدف مشترك. النظام التعليمي في معظم الدول العربية يقوم على التنافس بين الطلاب وليس التعاون. فتجد معظم الطلاب يتنافسون على تحصيل أعلى العلامات ونيل المركز الأول بالصف. ونلاحظ أن صاحب أعلى معدل في الصف هو غالباً من يتم اختياره ليكون ممثلاً عن الصف ويكون هو الأكثر شعبية بين الطلاب و باقي الطلاب مهمشين حتى وإن كانوا يبرعون بمهارات أخرى غير أكاديمية. المدرسة بالنسبة لمعظم الطلاب هي المكان الذي يتم فيه الدراسة بجد لتحصيل معدل عال في الثانوية و دراسة تخصص مرموق في الجامعة لنيل لقب بارزٍ في المجتمع أو الالتحاق بوظيفة تدر دخلاً عالياً. النوادي المختلفة في المدارس اليابانية سواء الرياضية أو الفنية أو الموسيقية تنمي مواهب الطالب و تشجعه على التعاون مع زملائه في المجال الذي يحبه و يبرع فيه. 

المهم... بعد انتهاء المحاضرة الإرشادية كان هناك محاضرة أخرى يقوم فيها كل طالب بالتعريف عن نفسه ومن ثم يتناقش مع مجموعته عن موضوع التقرير الذي سيقوم بكتابته خلال هذه الفترة. بعد ذلك تجولنا بالجامعة وتعرفنا على مبانيها المختلفة و مرافقها وذهبنا لدار الضيافة لاصطحاب زوجي وابني إلى القاعة التي سنتناول فيها الغداء. مجموعة المعيشة قامت بتوفير خبزٍ عربي وإعداد كباب مقلي مع البصل و سلطة و كاتشب و بيض. كان ذلك غداؤنا معظم الأيام و كان لذيذاً جداً! تناولنا الطعام مع الطلاب اليابانيين ومعظمهم قاموا بتحضير غدائهم بالبيت و إحضاره معهم في صناديق الطعام "أوبنتو". لاحظت أنه نادراً ما يتناول طلاب الجامعة في اليابان غداءهم في المطاعم بل في اغلب الأوقات يقومون بتحضيره بأنفسهم في البيت.

بعد الغداء عدنا للمناقشة مع المجموعة حول موضوع التقرير الذي سنقوم بكتابته. كنت قد اخترت موضوعاً من قبل وهو كيفية تشجيع الطلاب في المدارس على التعاون و العمل الجماعي وماهي الأنشطة والأنظمة المتبعة في مدارس اليابان والتي تشجع ذلك. ناقشنا ذلك ودار بنا النقاش حول مواضيع عديدة وعلى مستويات مختلفة وانتقلنا من موضوع إلى موضوع ولم نشعر بمرور الوقت. 

حل المساء و أرشدنا الطلاب إلى القاعة التي سنتناول بها طعام العشاء، وإذ بهم قد حضروا حفل استقبالٍ مفاجئ لنا واعدوا أطعمة و حلويات مختلفة وغنوا أغنية جميلة هم قاموا بتأليفها و تلحينها ووزعوا علينا سترات تحمل شعار ASP لذلك العام و هو わ مع أسمائنا واسماء الطلاب اليايينيين و المنظمين لبرنامج ASP. سعدنا جداً بذلك وحصل ابني الصغير أيضاً على سترة صغيرة عليها شعار ASP. 



بعد ذلك الحفل الجميل عدنا لدار الضيافة لقضاء ليلتنا الثانية في اليابان ...

Wednesday, February 11, 2015

رحلتي إلى اليابان، خريف 2014 (الجزء الأول)

السلام عليكم أصدقائي. مر زمن طويل مذ نشرت في هذه المدونة، لأسباب عدة من أهمها انشغالي بمسؤوليات الأمومة و عدم وجود ما يستحق النشر. إلا أنه و في خريف العام الماضي حدث ما كنت أنتظره منذ سنوات وهو ذهابي إلى اليابان. 

خلال رحلة دراستي للغة اليابانية كانت هناك العديد من الفرص التي تؤهلني للذهاب إلى هناك و لكن لأن جنسيتي سورية فلم يمكنني ذلك من الذهاب وطبعاً لأن إرادة الله شاءت بذلك لحكمةٍ أرادها سبحانه. 

العديد ذهب إلى اليابان و تحدث عنها و كانت هنالك برامج تلفزيونية عديدة عرضت لنا اليابان بميزاتها و بالتحديات التي تواجهها. في هذه المدونة لا اهدف إلى تكرار ما روي عن اليابان بقدر ما أهدف إلى التأكيد عليه و الحديث عن تجربتي، بل تجربتنا كعائلة. أجل فلقد ذهبت مع زوجي و ابني إلى هناك في برنامج للتبادل العلمي و الثقافي كسابقة لم تحصل من قبل، فكانت تلك المرة الأولى التي تذهب فيها عائلة عبر ذلك البرنامج.

البرنامج هو "أهلاً و سهلاً" ASP من جامعة كيؤو الحرم الواقع في شونان فوجيساوا في كاناغاوا. ينظم مخبر الدكتور أوكودا للدراسات العربية و الإسلامية هذا البرنامج كل عام حيث يتم استقبال خمسة طلاب عرب لمدة أسبوعين يقومون خلالها بكتابة تقرير حول موضوع يختارونه و يتم تصوير مقاطع من الفيديو بالاشتراك مع الطلاب اليابانيين الدارسين هناك وعدة أنشطة ثقافية أخرى. 

عندما تم قبولي بالبرنامج كنت قلقة حيال عائلتي فلم أكن أريد الذهاب لوحدي والابتعاد عن ابني وزوجي لمدة أسبوعين فطلبت من القائمين على البرنامج السماح لي باصطحاب عائلتي و وافقوا على ذلك برحابة صدر و الحمدلله.



 انطلقنا من عمان بعد فجر السبت الموافق الأول من تشرين الثاني 2014 لنصل اسطنبول الساعة التاسعة حيث كانت صديقتي في استقبالنا عند محطة مترو أكسراي واستقبلتنا عائلتها في منزلها ذلك اليوم حيث كان موعد الطائرة إلى طوكيو بعد منتصف ليلة ذلك اليوم. كان بيت صديقتي في منطقة الفاتح فقمنا بزيارة مسجد الفاتح باسطنبول و تجولنا قليلاً في سوق الفاتح. 



حان موعد الطائرة إلى اليابان وكان معنا بالطائرة الطلاب الآخرون من الأردن ومن سورية ومن المغرب. لم أكن أصدق بأن حلمي قبل عشر سنوات أصبح على بعد اثنتا عشرة ساعة بالطائرة. شعرت بثقل الوقت وكأن أياماً مضت ونحن معلقين في الجو. ها نحن فوق الصين ثم فوق كوريا وثم أخيراً أصبحنا فوق اليابان. كان احتمال أن يكون ذلك مجرد حلم قائماً إلى أن قال لي زوجي "الحمدلله على السلامة وصلنا اليابان!" وتحدث كابتن الطائرة باللغة اليابانية مخبراً عن وصولنا مطار ناريتا بسلام.

هدوووووووووء شديد يسود مطار ناريتا حيث كانت الساعة العاشرة مساءً بتوقيت طوكيو. هدوء شديد في الأصوات في الحديث في التنقل داخل المطار وحتى في الإضاءة. كانت الإضاءة في اليابان أول ما لفت نظرنا أنا و زوجي حيث كان مشهد طوكيو من الطائرة  وإضاءة المدينة والشوارع بيضاء و خافتة على عكس ما توقعنا. 

ولكن كما هو متوقع، كان تعامل موظف الجوازات في المطار راقياً جداً مع ابتسامة و احترام شديد على عكس ما نعهده مع موظفي الجوازات في بعض الدول العربية حيث ترتجف خوفاً وأنت تسلم جوازك له على أمل أن تسير الأمور بسلام وتتمكن من العبور. الأمر الجدير بالذكر أنه عند وصولنا لنقطة الجوازات كان هناك دور بالطبع و صف طويل من الناس المنتظرين إلا أن ما فاجئنا أن هناك موظف أرشدنا إلى التقدم لعند نقطة خاصة بالأشخاص الذين يصحبون أطفالاً صغار حيث تم استكمال إجراءاتنا بسرعة مراعاةً لوجود طفل معنا! أعتقد أن اغلبكم يعلم كم هو من الصعب أن تجعل الطفل ينتظر وكم مررت بمواقف كثيرة هنا في الأردن حيث كنت انتظر على الدور وكان طفلي يضجر بسرعة و يصرخ ويبكي ويزعج الآخرين وكم كنت أتمنى حينها أن اتقدم الصفوف وأنهي أموري بسرعة لأتفادى نظرات الناس ولكن "الدور دور!" كما تعلمون. كان ذلك الموقف بالمطار هو أول ما استرعى انتباهي إلى موضوع أسميته "Mother Barrier Free" سأناقشه لاحقاً. 

أنهينا إجراءات المطار بسلاسة و خرجنا لنجد باستقبالنا الأستاذ الدكتور أوكودا مع القائمين على البرنامج وكانوا يحملون لافتة "أهلاً وسهلاً" حيث رحبوا بنا وأبدوا سعادتهم بوصولنا سالمين و كم كنا سعداء نحن ايضاً بهم و بحسن استقبالهم. 

توجهنا مع الطلاب الآخرين إلى جامعة كيؤو الواقعة في فوجيساوا وكانت على بعد ساعتين تقريباً من مطار ناريتا. أوصلنا الدكتور أوكودا و السيد سعيد إلى دار الضيافة داخل حرم الجامعة حيث مكان إقامتنا وأرشدونا إلى مرافق البيت و طريقة استخدامها. كانت غرفتنا على النظام الياباني التقليدي "واشيتسو" حيث هنالك التاتامي على الأرضية و ثلاثة من "الفوتون" القطني المريح و الدافئ بانتظارنا بعد الرحلة الطويلة. كان يوجد في دار الضيافة مطبخ و حمامات و حوض الاستحمام الياباني"فويو". شعرت وكأني دخلت إلى مسلسل كرتون ياباني. كل شيء كما في الأنيمي. الشوارع، إشارات المرور، المحلات، البيوت، السيارات لم أشعر بشيء غريب وكأني عشت هنا من قبل. 


وهكذا قضينا ليلتنا الأولى في اليابان في شوقٍ لما ينتظرنا في الأيام التالية ...



Sunday, November 25, 2012

「日本語なるほど塾」の雑誌

日本語の先生にいろいろな本と雑誌をもらいました。そのなかで、今読んでいる「日本語なるほど塾」という雑誌があります。その雑誌にいろいろな記事がのっていて、面白い絵もついています。記事が面白くて、わかりやすくて、勉強になると思います。雑誌のカバーにNHKと書いてあって、インターネットで調べると、NHKに「日本語なるほど塾」という番組もあったそうです。YouTube でいくつかのエピソードが見つけました。見ると、大変面白くて、NHKでまた放送されるるといいなと思っています。

Day#8

Thursday, November 15, 2012

親知らず

今日は親知らずの歯が抜歯しました。思ったより、そんなに痛くなかったです。アルハンドレッラー。

ウィキペディアによると、赤ん坊の歯の生え始めと違い、多くの場合親元を離れてから生え始めるため、親が歯の生え始めを知ることはない。そのために親知らずという名がついた。

親知らずはアラビア語で「ضرس العقل = デルス.アルアクル」といいます。それは、脳の奥歯という意味です。人は二十歳になってから、生え始めることです。そのころ人は成人年齢に達して、脳が成長したといわれるから、脳の奥歯といいます。

Day#7

Wednesday, November 14, 2012

価格の上昇

昨日ヨルダンの政府は燃料の値段を上げました。もともと、高かった燃料がもっと高くなるなんて、人々がすごく怒ってしまいました。燃料の値段が高くなると、たくさんのものの値段も上がります。

ヨルダンの経済状況が難しいとわかりますが、値段の上昇のかわりにほかに解決がないのですか。政府がいろいろなプロジェクトたったり、天然資源を投資したりしたほうがいいんじゃないかと思っています。

中東では、ヨルダンが一番安全なくにかもしれませんが、生活は高いです。物の値段と給料はぜんぜん合っていません。UAEとサウジも値段が高いそうですけど、給料は結構いいですからそんなに問題がありません。

これからどうなるかわかりませんが、ヨルダンはいつも安全な国であること願っています。

Day#6